روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | مبشرات من رحم المأساة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > مبشرات من رحم المأساة


  مبشرات من رحم المأساة
     عدد مرات المشاهدة: 2291        عدد مرات الإرسال: 0

على صوت الصواريخ والقذائف، وأمام مشاهد القتل والتدمير، وعلى مرأى من العالم كانت حكاية الظلم السافر، حكاية أبطالها اليهود والمرجفين من العرب الخائنين، وساحة الأحداث فيها قطاع غزة الجريح.

إن ما يحدث اليوم من حرب وضرب لإخواننا المسلمين في غزة ما هو إلا حلقة من حلقات مسلسل الجريمة اليهودية، التي يغذيها ويسقي جذورها شعور الحقد والكره الدفينين في نفوس أبناء يهود وصهيون لكل مسلم، إننا وبكل إيمان ودين نؤمن بوعد الله وصدق العاقبة للمتقين ولن يضرنا ما حدث ويحدث الآن بل سيزيد من إيمانناً يقيناً بأن هذا هو نهج اليهود، وسيعلي من همتنا لتوحيد دعائنا وصدق لجوئنا إلى ربنا متحدين بدعاء النصر والتمكين الذي كتبه الله لنا.

وحول الحدث أود التأكيد على خمس مسلَّمات ينبغي لكل أحد الإيمان بها ليستطيع التفاعل مع الحدث بالشكل المطلوب.

1= ضعف وخوف وفرقة، هذه هي الحقيقة الداخلية الروحية عند اليهود، وإن ما قد يظهر لنا من أن العدو ذا قوة عسكرية، أو أن المواقف الدولية تقف سنداً له ومعيناً، فإن نظرة المؤمن الحق تُجلّي خواءهم الروحي ومدى خوفهم من قوة الإسلام وأهله، قال جلّ وعلى: {لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ*لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ} [الحشر:13-14]

2= إن ما يملكه العدو الآن من نتائج قد يسجلها في قائمة النصر كما يعتقد، ما هو إلا إستدراج له، إذ أن في تمكين العدو مزلقاً يقود به نحو مصير بائس، قال الله تعالى: {لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ*مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [آل عمران:196-197] وقال تعالى {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [آل عمران:178].

يقول ابن القيّم رحمه الله تعالى: إنّ في تمكين أهلِ الكفر والفسوق إيصالَ أولياء الله إلى الكمال الذي يحصُل لهم بمعاداة هؤلاء وجهادِهم والإنكار عليهم والموالاةِ فيه والمعاداة فيه وبذلِ نفوسهم وقواهم له... إلى أن قال: فلولا خلقُ الأضداد وتسليط أعدائه وإمتحان أوليائه لم يستخرِج خاصَّ العبوديّة من عبيده، ولم يحصل لهم عبوديّةُ الموالاة فيه والمعاداة فيه والحبِّ فيه والبغض فيه والعطاء له والمنع له... انتهى كلامه رحمه الله طريق الهجرتين ص202.

إذ أن التمكين الحقيقي الذي هو علامة محبة الله لعبده وبشارة خير له في الدنيا، ما ذكره الله تبارك وتعالى في قوله: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الحج:41].

3= يكفي كل مسلم أن الله شهيد على ما يحدث، وأن كل المشاعر التي عبرت عن شجبها وإستنكارها لما يحدث في غزة مناصرة لأهلها، لن تكون بصدق كلام رب العالمين عندما إختار لهم وصفاً بليغاً وتصويراً دقيقاً فقال عز من قائل: {أُذن للذين يُقاتَلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير} [الحج:39]، فحقيقة الظلم الممارس اليوم كان قد تحدث الله تعالى عنه في كتابه بعلمه سبحانه ومن أصدق من الله حديثاً.

4= إن مما ينبغي تذكره أن حقيقة القضية الفلسطينية، هي قضية كل مسلم وليست قضية خاصة بسكان أراضيها، إنها قضية دينية عقائدية وليست قضية جغرافية إقليمية.

5= أن هذه القضية كفيلة بإظهار الصادق من الكاذب، ومنها ستنبح أصوات المرجفين المنافقين، وفيها سترفع رؤوس المؤمنين الصادقين، وكيف لا وقد قال الله تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [آل عمران:179].

ولنتفاعل مع الحدث بصدق، ولنثْبِت موقفنا من القضية بوسائل عملية فاعلة، وحتى تؤتي هذه المواقف أكلها بإذن ربها بعد حين إليكم بعض الوسائل.

1) لنبدأ من الداخل: وكما يقال التخلية قبل التحلية، علينا أنفسنا فلنبدأ بها ولنعلم أن ما أصابنا فبأيدينا قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى:30]

2) الثقة بالنصر: لنكن على صبر بما نصاب به وثبات على موقفنا من القضية ثم ثقة ويقين بنصر الله ووعده، كما وينبغي علينا محاربة روح الإنهزامية المقيتة والضعف، ولنتذكر ما وراء المصاب من الحكم والغايات العظيمة قال تعالى: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا} [الفرقان:20]

ثم علينا بكتاب الله تعالى حيث نستجلي حقيقة الأحداث ونستلهم مقومات النصر ثم نستبشر بوعد النصر والتمكين، قال جل وعلى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:111]، و قال سبحانه: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم:47].

3) سلاح الأمة لكشف الغمة: الكرب شديد والمصاب عظيم فعلينا بالدعاء وليسمع الطفل وابن الثانية عشر والزوج والزوجة وكل من حولك تحسبك على اليهود والدعاء عليهم حتى يُغرس مفهوم التواد والتراحم الإيماني بيننا وبين الشعب المحصور المأسور، {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ*فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران:173-174]، ولنتذكر البشارة: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} [الأنفال:9].

4) الإيجابية مطلب: لنبحث عن دورنا أين يمكن أن يكمن، وبمَ نستطيع نصرة هذه القضية، وليكن ذلك همنا من باب الإعذار أمام الله، فالمسؤولية فردية، فلا بد من أن تأخذ هذه القضية نصيباً كبيراً من إهتماماتنا ولتكن من بين شواغلنا التي تشغلنا في حياتنا.

الكاتب: بلقيس صالح الغامدي.

المصدر: موقع رسالة المرأة.